About Author

الكاتب من مواليد محافظة أسوان- مدينة إدفـــــو بجمهورية مصر العربية حاصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ والدراسات الأفريقية ثم دبلوم عام الدراسات العليا فى التربية يليه دبلوم خاص الدراسات العــليا في التربية ثم الماجستير فى تاريخ التربية ثم الدكتوراة المهنية فى ذات المجال فضلا عن الدكتوراة الفخرية من جامعة ديليفورد الأمريكية الدولية الخاصة فى التاريخ والأدب برقم 3843 ثم الشهادة العُليا السامية من الإتحاد الدولى للكُتّاب العرب برقم 20230105011 بتاريخ5-1-2023، فائز بشخصية العام الثقافية لعام 2022م-1444هـ من مؤسسة النيل والفرات للطبع والنشر والتوزيع بالقاهرة. عمل موجها مركزيا للتاريخ بالمرحلة الثانوية بأسوان، ثم رئيس قسم الدراسات الإجتماعية والتاريخ بإدارة إدفـو التعليمية ثم بالمعاش ومن ثم مؤلف وكاتب : رئيس قسم الأدب العالمى بمجلة النيل والفرات الورقية الأليكترونية بمصـــــــــــر ( تطوعا) ومؤلف سبعة وعشرون كتابا فى التاريخ والتراث الإسلامى منهما كتابا في التاريخ الفرعونى باللغة الإنجليزية وكاتب مقالات على مدونته " الشروق الإدفــوى" وما يستجد غيض من فيض.

أحدث المقالات
مارس ٢٦, ٢٠٢٣, ٤:٥٧ م - د. محمد فتحى محمد فوزى
مارس ٢٦, ٢٠٢٣, ١:٣٣ م - mahmoud mohammed fath elbab
مارس ٢٦, ٢٠٢٣, ١:٣٠ م - Hala H E
مارس ٢٦, ٢٠٢٣, ١:٥٧ ص - Hala H E

ليالى العـقيدى

عندما تذهب إلى وسط مدينة إدفـو زمان، تجـد الترعة الرمادية وهى مايطلقون عليها "العـقيدى" تشق البلدة نصفين؛ لرى الأراضى الزراعية؛ فالغـربى منه ينتهى بالجامع العمرى ومعبد بطليموس والتل الأثرى وإدفـو القديمة. 

الشريان المائى النابض:

تعـود إلى ماقبل التاريخ ثم تدخل بعـد ذلك لـعـصر الأســـــرات ومــولد المــلك مينا بـــها فـى " هيراكونبوليس" باليونانية، مدينة الإله الصقر بالعربية، والشرقى ينتهى بنهر النيل الشريان المائى النابض على أرض مصر الفيحاء من جنوبها لشمالها، هكذا غدت إدفــــو شرقها مياه ووسطها مياه وغربها النخيل السامقة ومنبت الحضارة والتاريخ.

تنقل الفلوكات بالترعة:

حيث غروب الشمس والإنتقال للحياةالأزلية؛ فترى الفلوكات الصغيرة تتنقل فى الترعة بواسطة حبال غليظة مفتولة من ليف النخيل ممتدة مابين "العـقيدى"، بشرقه وغربه، يسحبه المراكبى فى طريق مستقيم وعندما ينفلت الحبل منه: تحـدر الفلوكة متخبطة بعشوائية فى الترعة يُمنة ويُسرة، إلى أن يسبح أحدهم؛ ليعيد الفلوكة لحبلها الذى تسير بهديه حتى الوصول للبر الآخر؛ فتقضى الناس مصالحها ثم العـودة أيضا بالفلوكة، وكان سعـر الركوب بها يتراوح مابين الخمسة إلى العشرة مليمات وهو مايسمونه بـ " التعريفة ـ أو القرش" وقتئذ.

الكوبرى البحرى والقبلى:

ثم تشاهد أشجار السنط والكافور ذات الشمام الأصفر المتضوع بروائحه الممتعة النفَّاذة، وشذى عبيره الفائح فى كل مكان والمشابه لأشجار الإقحوان، ثم ترى قلة من الصبيان عرايا تسترهم مآزرهم يقذفون بأنفسهم من فوق الكبارى ليسبحوا فى الترعة إطفاء لقيظ حرهم: فقد كان هناك الكوبرى البحرى، والكوبرى القبــلى؛ لعبور الناس فوق الترعة فضلا عن الجسور.

العِـــدة:

تلمح عــن بُعـد عربات فــرعون المتطورة (الحناطير التى تجرها الخيول) حاملة السياح الزائرين للآثار، وفى العصارى تشاهد جيشا من النساء يُزغردن ويحملن الطشوت الممتلئة بالأقمشة الملونة المُزركشة فوق رؤوسهن مع دق الدفوف والأهازيج ويقولون أنها "عـدة العـروس" هدية من عريسها تأخذها قبل الزفاف لتجهز نفسها، وعندما يأتى المساء يجلس العريس المُقبل على الزفاف أمام منزله يلتف حوله أصدقائه والمدعوين والمعازيم المحتفلين به.

طبق النُقطة:

يقبع بجواره الحلاّق ليقص له زوائد شعـره وما ظهر من لحيته واضعابجواره طبقا مملوءا بالمياه ليضع به المعازيم مايجودون به من مال زهيد لمعاونة الحلاق على مهنته وهو مايسمونه بـ (النُقطة) ويجاوره كاتب النقطة الذى يسجل مايدفعه المدعوين للعريس مجاملين له فضلا عن المنادى الذى يدعو لمانحيه بعض (البقشيش).

المنادى المُخلِف:

بصوت مرتفع ينادي خلف الله عليكم يامحبين ثم يدعو لكل شخص بإسمه داعيا لأبنائهم بالفرح والزواج والحبور "ويقوم إخوة العريس بتعليق بعض الأثواب الجديدة لأخيهم الأمير على الحائط ليراها المدعوين دليلا على قُدرة العريس الإقتصادية في تملُّك أثوابه وما يعـنيه من معيشة.

ثم تصدح الموسيقى في جوانب المكان وسط أرائك المعازيم مع علو صوت المزمار والطبل البلدى بهجة بالزواج الميمون وبعـد انتهاء تلك الطقوس وتقديم النقوط المالية للعريس من المجاملين له على أن ترد لهم في أفراحهم ينهض أصدقاء العريس بصناعة " الكوشة" وهى عمودين من الخشب مرصعين بالورود يحملهما الأصدقاء ويسير بينهما العريس متوسطا إثنين من رفاقه يحملان صحبتين من الورد واحدة لكل شخص منهما ثم تنطلق الزفة لتجوب شوارع البليدة إعلانا بالزفاف والزواج.

فى منزل العـروس يكون الإحتفال ببهرجة العروسة وتدوى الزغاريد أرجاء المكان وتعمل المعازف والتمايل عليها طربا وفرحا، وتدخل الجلالة محتوية العريس للمكان ومن معه يهتفون: "وكمان صلـي عالنبى والله والله العظيم وجيه وجيه وجيه".

ذلك تقريظا للعريس وينتهى الإحتفال بدخول العريس بعروسته وما يسمونه بيوم الدُخلة أو الزفاف، وعاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات وتوته توته خلصت الحدوته ولو كان بيتنا قُريِّب كنت كافأتكم بملتوتة.

التعليقات
د. محمد فتحى محمد فوزى - فبراير ٤, ٢٠٢٣, ٧:٤١ م - إضافة رد

شكرا جزيلا حياك الله

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

مقالات ذات صلة