كان هناك مجموعة كبيرة من الأرانب الجميلة والمرحة تعيش في وسط غابة خضراء كبيرة. وكان من بين هذه الأرانب عائلة كبيرة تقودها أم حكيمة تدعى "أرنوبة"، وكانت "أرنوبة" أرنبة كبيرة في السن، وكان لديها الكثير من الأبناء الصغار الذين يعيشون معها في جحر العائلة الكبير.
نتيجة لذكاء الأم "أرنوبة" وحكمتها وخبرتها الطويلة في الحياة كنتيجة لكبر سنها، اختارتها بقية الأرانب لتصبح زعيمة مستعمرة الأرانب في هذه الغابة، وكانت تتميز برجاحة عقلها ودهائها وعدالتها، وكانت دائمًا ما تقدم النصائح الحكيمة لأطفالها الصغار، ولبقية أطفال مستعمرة الأرانب، وكانت دائماً ما تقول لهم: "ابقوا معًا، ولا تتفرقوا، وابقوا دائماً بجوار المنزل، ولا تبتعدوا وتذهبوا لأطراف الغابة، فهناك حيوانات مفترسة، ومتعطشة لأكل لحوم الأرانب اللذيذة"، وكانت "أرنوبة" تعتقد بأن هذه النصائح سوف تحميهم من الأخطار الموجودة في الغابة.
كان لدى "أرنوبة" أرنب صغير يدعى "أرنوب"، يحب اللعب والمرح، ولكنه كان دائماً ما يعترض على نصائح أمه، ويعتبرها نوعاً من التحكم وتقييد الحرية، وكان دائماً ما يفضل الجلوس وحيدًا في الغابة الجميلة والاستمتاع بالمناظر الخلابة.
كان "أرنوب" يتمنى أن يكبر بسرعة، ليتخلص من نصائح أمه الكثيرة، وكان يعتقد بأنه يستطيع العيش بمفرده، وأنه لا يحتاج إلى الاعتماد على الآخرين.
كان الثعلب الشرير "تعلوب"، من أمكر الثعالب الموجودة في الغابة، وكانت الأم "أرنوبة" دائماً ما تحذر صغار الأرانب من الوقوع في شركه، لأنه ثعلب خبيث وماكر، ودائماً ما يتربص بالأرانب الصغيرة المنتشرة في سوط الغابة.
وفي يوم من الأيام، خرج "أرنوب" متسللاً إلي أطراف الغابة، ومتجاهلاً نصائح والدته، وكان لصغر سنه يجهل الحيوانات المفترسة، ولا يكاد يميز بين العدو والصديق، وظهر له الثعلب الشرير "تعلوب"، وقد جلب له بعض الجزر الجميل واللذيذ ليخدعه، وقال له بصوت حنون: "أيها الأرنب الصغير، لماذا تبقى وحيدًا؟ تعال، وتناول من هذا الجزر اللذيذ، لقد أحضرته لأجلك أنت".
انخدع الأرنب الصغير بهذه الكلمات، وسال لعابه على الجزر اللذيذ، فاقترب من الثعلب، وتناول بعض الجزر، فقال له الثعلب: "هيا بنا نذهب للعلب عند أطراف الغابة، حيث الورود الجميلة، والثمار اللذيذة، والجذر الطازج، والأشجار المرتفعة والمناظر الخلابة".
لم يفكر الأرنب الصغير كثيراً، فقد سيطر على عقله حب اللعب والاستمتاع ومذاق الجزر اللذيذ، وقبل على الفور العرض الذي قدمه له الثعلب واختار الذهاب معه لأطراف الغابة؛ التي لطالما حذرته أمه من الذهاب إليها حتى لا يقع فريسة للحيوانات المفترسة.
خرج الاثنان معاً نحو أطراف الغابة، وكان الأرنب الصغير يركض ويقفز من شجرة لأخرى بحماس وسعادة، بينما كان الثعلب يلاطفه ويعامله بشكل طيب حتى وصلوا إلى مكان معزول بعيدًا عن مستعمرة الأرنب عند أطراف الغابة.
فجأة، تغيرت ملامح الثعلب، وعاد إلى طبيعته الشريرة، وصاح في وجه الأرنب صارخاً: "لقد وقعت في فخي يا صغير، لقد خدعتك وأطعمتك الجزر لتكون سعيدًا وتثق بي، وتتبعني إلي هنا، والآن سآكلك!"
فزع الأرنب الصغير حين سمع تلك الكلمات، واختنقت الكلمات في حلقه، وجرت دموعه على وجهه، واختفت الابتسامة من على وجهه، وحاول أن يلاطف الثعلب لكي يتركه يعود لأمه، وقال له: "أرجوك دعني أذهب، فأنا لم أفعل لك شيئاً يغضبك واستحق عليه الموت".
فصرخ الثعلب ثانية: "أنت تستحق الموت، لأنني جائع، وأنت أرنب متمرد، خرجت عن طوع أمك، وتركت منزلك وصحبت عدوك من أجل الجزر واللعب ".
في تلك اللحظة أدرك الأرنب الصغير المسكين أنه أخطأ، وتمنى لو أنه استمع لنصائح أمه، وقرر الهرب بسرعة من أمام هذا الثعلب الماكر لعله يستطيع أن ينجو بحياته، وبدأ الثعلب في ملاحقة الأرنب الصغير في جميع أنحاء الغابة، والأرنب يركض بكل قوته.
شعرت الأم "أرنوبة" بوخزة في صدرها، نغصت عليها قيلولتها، وجعلتها تشعر بأن ثمة شيء سيء يحدث لصغارها، فخرجت مهرولة تبحث عنهم في كل مكان، وتفقدتهم جميعاً، وهنا اكتشفت غياب "أرنوب"، فاطلقت صرخة الاستغاثة، فتجمعت حولها كل أرانب الغابة، فأخبرتهم عن غياب "أرنوب"، وطلبت من الجميع مساعدتها في البحث عنه في كل مكان في الغابة.
انطلقت كل الأرانب بسرعة البرق تبحث في كل مكان في الغابة عن "أرنوب" الصغير، وفجأة أطلق أحد الأرانب صرخة متفق عليها، يبلغ بها باقي الأرانب أنه عثر على "أرنوب".
تجمعت حول كل الأرانب بسرعة، يسألونه أين عثر على "أرنوب"؟ فأجاب: "إنه عند أطراف الغابة، يطارده الثعلب الشرير "تعلوب"، وهو يحاول الهرب".
حزنت الأم "أرنوبة" كثيراً لسماع هذا الخبر الصادم، وأخذ إخوته الصغار في البكاء، وخيم على الجميع مشاعر الحزن والألم، لأنه قلما ينجو أحد من قبضة هذا الثعلب الشرير.
إلا أن الأم "أرنوبة" كانت لديها رباطة جأش وشجاعة، ولم تستسلم، وإنما صرخت بأعلى صوتها تطلب المساعدة من كل الأرانب الموجود في الغابة، فاستجابت كل الأرانب على الفور لطلبها، والتفوا حولها يسألنها عن كيفية المساعدة؟
فكرت الأرنبة، ووضعت خطة محكمة وماكرة لإنقاذ أرنبها الصغير المسكين من براثن هذا الثعلب الماكر، ثم قامت بشرح تلك الخطة للأرانب.
لم يتردد أرنب واحد في مساعدتها في تنفيذ خطتها، على الرغم من خطورتها على حياتهم، لأنهم يعيشون معاً كالجسد الواحد في تلك الغابة، ويدافعون عن بعضهم البعض.
انطلقت جحافل الأرانب الغاضبة نحو أطراف الغابة لتنفيذ تلك الخطة المحكمة، والتي كانت تقتضي أن يبحث كل أرنب منهم عن عود صغير جاف، يسهل كسره، والانطلاق به إلي أطراف الغابة، والتجمع في منطقة موازية لهذا الثعلب الشرير، وتحريك أغصان الأعشاب المجاورة بكل قوة، والصراخ بأعلى صوت: "اهربوا بسرعة، جاء الأسد المفترس، الأسد!، الأسد!"، ثم تقوم كل الأرانب بتكسير هذه الأغصان الجافة بقوة مرة واحدة، فيحدث ذلك صوت قوى وجلبة في الغابة توهم الثعلب بوجود أسد حقيقي خلف الأعشاب قادم لالتهامه.
وبالفعل بينما كان الثعلب الشرير يطارد الأرنب الصغير، شعر بحركة غريبة وغير متوقعة بين الأعشاب المواجهة له عند حدود الغابة، وفجأة، تجمعت الأرنب وقاموا بتحريك أغصان الأعشاب بقوة، ثم شرعوا في تكسير الأغصان الجافة، وصرخوا الاسد الأسد.
أحدثت تلك التحركات وهذه الأصوات الرعب والفزع في قلب الثعلب، ففر هارباً إلي خارج الغابة، وتمكنت الأم بهذه الخطة الذكية من إنقاذ ابنها الصغير، وإخراجه من هذا المأزق الذي أوقع نفسه فيه.
قامت الأم "أرنوبة" بتوجيه الشكر لجميع الأرانب الذين حضروا لمساعدتها في القضاء على هذا الثعلب الشرير، ثم التفتت للأرنب الصغير، والذي كان يرتعد من الخوف، وقالت له: "لا تخف يا بني، فكلنا يخطئ، ولكن المهم أن تعلم من تلك الأخطاء، ولا نحاول تكرارها".
نظر "أرنوب" إلي أمه في خجل وقال: "أنا آسف يا أمي على ما حدث، وأعدك بأنه لن يتكرر مرة أخرى، لقد تعلمت الدرس جيداً".
قررت الأم أن تعطي درسًا هامًا لأبنائها عن أهمية الاتحاد والتعاون وعدم التفرق والتمسك بالأسرة والمجتمع.
وبدأت في شرح ما حدث وبينت أهمية توحيد الجهود والعمل معًا للوصول إلى الهدف المشترك، مستخدمة الحادثة التي وقعت مع الثعلب الشرير كنموذج لذلك.
ومن ثم بدأت الأرانب السعيدة في التخطيط للمستقبل، حيث قررت العائلة بأكملها البقاء معًا والتمسك بالمنزل والعمل بجد وبذل المزيد من الجهود للحفاظ على أمانهم واستقرارهم.
وبعد أن قام الأبناء بإنجاز بعض الأعمال المنزلية وتنظيف المنطقة المحيطة بالمنزل، قاموا بتجهيز وجبة غداء لكل الأسرة، وبهذه الطريقة احتفلوا جميعًا بالفوز على الثعلب الشرير وبالوحدة والتضامن الذي جعلهم ينجحون في هذه المعركة.
تعلم الأرنب الصغير الدرس، وكان أكثر الأرانب سعادة وفرحًا بهذا الانتصار، وبعد هذا الحادث، أصبح الأرنب الصغير يستمع جيدًا لنصائح أمه، وأصبح يتمتع بالحكمة والتميز في التفكير.
كما بدأ الأرنب الصغير في إيجاد العديد من الأصدقاء في الغابة، وتشكيل علاقات جيدة معهم، وكان يعمل معهم بجد لإيجاد الطعام والمأوى، وتعلم كيفية الحفاظ على نفسه في الغابة.
وبمرور الوقت، نمت عائلة الأرنب وأصبح لديه الكثير من الأولاد، وكان ينصحهم بنفس الطريقة التي كانت تنصحه بها أمه.
وأصبح الأرنب الصغير مثالًا يحتذى به في الغابة، وهكذا انتهت قصة الأرنب الصغير وعائلته، وأصبحت تلك القصة درسًا يتعلمه الأطفال حول العالم، بأن الاستماع لنصائح الأهل والحفاظ على الاتحاد والتعاون هي الأساس للنجاح والتفوق في الحياة.
قص حلوة
رائعة وشيقة
رائعة وشيقة
نايس
ممتاز
جدا
Oui c'est astucieux et très instructif cette leçon de l'unité fait la force et aussi la ruse
شيقه جدا
قصة جميلة
اسلوب جميل جدا ومشوق ومحفز جدا لاستمرار القراءة
C'est une jplie comte
ممتعة
شيقة وممتعة
اسلوب كتابه جميل
ممتاز
قصة رائعة وجميلة
قصة بسيطة سهلةالفهم و مشوقة
يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق