About Author
‪Hany Metwalli‬‏
23 followers

مؤلف وشاعر وكاتب محتوى هادف ومبرمج ومصمم مواقع إلكترونية

أحدث المقالات
مارس ٢٦, ٢٠٢٣, ٤:٥٧ م - د. محمد فتحى محمد فوزى
مارس ٢٦, ٢٠٢٣, ١:٣٣ م - mahmoud mohammed fath elbab
مارس ٢٦, ٢٠٢٣, ١:٣٠ م - Hala H E
مارس ٢٦, ٢٠٢٣, ١:٥٧ ص - Hala H E

الصدق - صفة حسن وكمال

الصدق صفة حسن وكمال وجلال، وهي من أجل الصفات الحميدة والرفيعة التي حث عليها دين الإسلام، وأمر كل مسلم بأن يتحلى بها، وضده الكذب؛ الذي هو من أبشع وأشنع الصفات الذميمة التي حذر الإسلام من الوقوع فيها، بل وحرمها على كل مسلم، والصدق من صفات الكمال والجلال التي وصف الله سبحانه وتعالى بها نفسه، فقال تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا} (87) سورة النساء، وقال تعالى: { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً} (122) سورة النساء، وكذلك وصف الله سبحانه وتعالى بها كتابه الكريم، فقال تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} (12) سورة الأحقاف.

الصدق من أجل صفات الأنبياء والمرسلين عليهم السلام؛ وهم الذين كرمهم الله وفضلهم على سائر العباد، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، اشتهر بالصدق، وعرف عنه بأنه الصادق المصدوق، وكانت قريش تلقبه قبل البعثة بالصادق الأمين، وقال تعالى في وصفه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (3-4) سورة النجم، وقال تعالى في وصف أبو الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا} (41) سورة مريم، وقال عن اسماعيل عليه السلام: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا} (54) سورة مريم، وقال عن يوسف عليه السلام: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ} (46) سورة يوسف، وقال عن إدريس عليه السلام: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا} (56) سورة مريم، وامتدحهم جميعاً بالجملة فقال: {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} (50) سورة مريم.

الصدق من صفات الملائكة المقربين، وحين أرسلوا إلي قوم لوط عليه السلام، وصفوا أنفسهم فقالوا: {وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} (64) سورة الحجر، والصدق من أبرز صفات الصحابة رضي الله عنهم، ولقد لقب أبوبكر رضي الله عنه بالصديق، لما أظهره من تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإسراء والمعراج، وقال مقالته الشهيرة التي خلدها التاريخ في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن كان قال ذلك لقد صدق"، واستحق بهذه العبارة ذلك الوسام الخالد الذي وشحه به رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن وصفه بالصديق.

الصدق من أعظم صفات المؤمنين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (119) سورة التوبة، وقال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (23) سورة الأحزاب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا. وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)، رواه البخاري، وقال رسول الله صلى لله عليه وسلم: (أنا زعيمٌ ببيتِ في رَبَضِ الجنةِ لمَن تَرَكَ المِراءَ وإن كان مُحِقًّا، وببيتِ في وسطِ الجنةِ لمَن تركَ الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنةِ لمَن حَسُنَ خُلُقُه)، رواه أبو داود، وحسنه الألباني.

الصدق من الصفات التي يمتحن الله بفعلها المؤمن في الدنيا، لتظهر حقيقة إيمانه، فيجازيه عن صدقه، أو يعاقبه على كذبه، قال تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (3) سورة العنكبوت، وقال تعالى: {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا } (8) سورة الأحزاب، وقال تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (24) سورة الأحزاب.

وإذا كان الكذب ينجي في بعض المواقف فإن الصدق أنجى، قال تعالى: {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} (119) سورة المائدة، وليس هناك أدل على ذلك من قصة الصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه، الذي كان أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة تبوك بدون عذر مشروع، فعاتبه على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع إلي المدينة بعد انتهاء الغزوة، فعقد العزم على الصدق بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكذب عليه، وتحمل القطيعة والهجر في سبيل ذلك، بينما كذب الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلقوا الأعذار الواهية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما هذا فقد صدق"، فكانت النتيجة، أن نزل القرآن الكريم بتكذيب هؤلاء، فقال تعالى: {وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (90) سورة التوبة، بينما قبل توبة كعب بن مالك رضي الله عنه وأصحابه، قال تعالى: {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (118) سورة التوبة.

الخلاصة:

أن الصدق من الصفات الجليلة التي ترتقي بإيمان المسلم، وترفع درجته، وتنجي صاحبها من المهالك، وإن كان بعض الناس يظن وهماً بأن الكذب قد ينجي صاحبه من بعض المزالق؛ إلا أن الصدق والله لأنجى وأنفع وأرفع، وأنه كما وصفه الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

التعليقات

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

مقالات ذات صلة