About Author
ZARAE CINE
27 followers

أحدث المقالات
مارس ٢٥, ٢٠٢٤, ١٢:٤٦ م - حنين الجوهرى
مارس ٢٢, ٢٠٢٤, ١:٢٤ م - خديجة الوصال
مارس ٨, ٢٠٢٤, ١:٢٠ م - علي خريسات

التنمية الذاتية بين الواقع المعاش والخداع النفسي

التنمية الذاتية من المجالات التي يبدع الناس في المبالغة فيها نظراً لكونها ميداناً واسعاً يتلاقى فيه علم النفس مع قوانين زائفة مثل قانون الجذب، والعلوم الزائفة التي لا تختلف كثيراً عن دجل المشعوذين، فهل التنمية الذاتية علم؟ وهل نتائجه مضمونة؟

إذا كان المقصود بالتنمية الذاتية مجموع الوسائل والخطوات المتبعة لتحقيق هدف شخصي أو للرفع من حظوظ الشخص في تحقيق أعلى النتائج على المستوى الشخصي فهذا أمر طبيعي جداً. فمثلا، التدرب على إلقاء كلمة أمام الجمهور عن طريق الاستعانة بالمرآة والانسجام في الجو العام لهذا الفعل هي طريقة رائعة للتغلب على الخوف، ولإتقان مخارج الحروف، وللتغلب على رهاب الجمهور أو اللجنة، أو التحدث مع الغرباء في الشارع مثلا للتغلب على الخجل الشديد، كلها أشياء عملية أثبتت نجاعتها وفعاليتها .

لا يجب الخلط بين ما هو عملي وما هو نظري، فعلى سبيل المثال، الاشتراك في دورة تكوينية للتنمية الذاتية دون تحديد الموضوع بالضبط ليس إلا نصباً مدبراً ومحكم التطبيق. تكرار جملة مثل أنا رائع، أو أنا ذكي، لا يجعل منك بالضرورة ذكياً ورائعاً، بل مغفلاً ومخدوعاً. وإذا كنت تعتقد بأن التنمية الذاتية يمكنها أن تصل بك إلى سقف الأحلام فقط عن طريق ما يسمى بقانون الجذب، أي أن تشغل تفكيرك بشيء مرغوب فيه آملا أن يتحقق بدون جهد، فأنت في أرقى درجات الكسل والجمود، وعليك نفض ما علق عليك من أوهام وأن تخرج للنور .

 

التنمية الذاتية الفعلية هي وضع خطط واستراتيجيات واضحة، ورسم خريطة طريق عملية وتتبع المسار المنطقي للانتقال من النقطة "أ" إلى النقطة "ب". من المستحيل أن  تصبح لاعب كرة قدم إن كنت تتمرن منذ طفولتك على كرة المضرب، مهما كانت رغبتك في لعب كرة القدم كبيرة ومهما مارست الخداع النفسي على عقلك .

صحيح أننا نرى في كثير من الأحيان نفس المواضيع تعاد وتتكرر في قوالب مختلفة: الثقة بالنفس، مواجهة مخاوف المرء، التعبير عن النفس في الأماكن العامة، الحفاظ على الحافز والانضباط للوصول إلى الحلم، كل ذلك لأننا أصبحنا المتفرجين من العالم الذي نعيش فيه من خلال استهلاك الترفيه المستمر. سواء كان مباشرًا أو عبر شاشاتنا، وبسبب بقائنا في هذه الحالة السباتية، نسينا كيفية التفاعل مع العالم من حولنا والتأثير فيه والتأثر به بالشكل السليم. التنمية الشخصية في حد ذاتها شيء جيد وعملي، ما يحعل منها مصيدة لأصحاب العقول الصغيرة، والسبب هو جشع وغياب الكفاءة المهنية لدى الشخص الذي يدعي أنه أخصائي في المساعدة على تحقيق الأحلام، والذي يمكن أن يحولها إلى عملية احتيال بطرق لا تثير أي نوع من الشكوك.

أفضل مدرب للتنمية الذاتية قد يكون أنت، فأنت الذي تعرف ماهية أحلامك، وتعرف حق المعرفة إمكانياتك وحدودها، وأنت فقط من تستطيع أن تضع نفسك على الطريق الصحيح بعيداً عن جنون العبارات الرنانة والمواضيع المثيرة والعناوين المبهرة.

التعليقات

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

مقالات ذات صلة