About Author
Hesham aboelmakarm
13 followers

أحدث المقالات
مارس ٢٥, ٢٠٢٤, ١٢:٤٦ م - حنين الجوهرى
مارس ٢٢, ٢٠٢٤, ١:٢٤ م - خديجة الوصال
مارس ٨, ٢٠٢٤, ١:٢٠ م - علي خريسات

محمد صلاح .. أن يحبك المصريون

أن يحبك المصريون

أن يحبك المصريون، فتصبح مثلاً أعلى للشاب، وفارس الأحلام للفتاة، والابن البار لكل أسرة، تصير أنت الحلم لمن فاتهم قطار الأحلام ووصلوا إلى خريف العمر، ونقطة الضوء المبهرة في كهوف المحبطين. بوجودك يكسب المتفائلون بمستقبل هذا البلد نقطة لصالحهم، ويخسر أنصار نظرية "مفيش فايدة" رهانهم. أن يحبك المصريون فهذا يكفي ليحملوك فوق رؤوسهم، ويحفظوك في عيونهم، ويغطوك بجفونهم، أن يحبك المصريون فهذا كنز لو تعلمون عظيم.

لم يكن محمد صلاح أول من أهداه الله محبة المصريين، ولن يكون آخرهم، فقد فاز بعشقهم كثيرون، عرفوا سر "حجاب المحبة"، فدخلوا القلوب وتربعوا فيها، وما زالوا على وضعهم حتى بعد رحليهم بعقود، في السياسة ما زال عبد الناصر هو الزعيم، حتى بعد وفاته بنصف قرن، أحبه المصريون وهتفوا باسمه، غفروا له أخطاءه القاتلة، رفضوا قراره بالتنحي رغم اعترافه بالهزيمة، وخرجوا في جنازته بالملايين يشيعونه كما الأطفال اليتامى، أحبوه وهو المهزوم، وبخلوا بحبهم على خليفته المنتصر أنور السادات.

في الغناء، مازالت أم كلثوم هي "الست"، واللقب يحمل من المعاني أكبر بكثير من مدلوله اللغوي، فهي "الهانم" بقرار شعبي، مطربة القلوب التي نقلت الغناء من مرحلة "ارخي الستارة اللي في ريحنا.. أحسن جيرانك تجرحنا" و"يا سمبتيك خالص يا مهندم.. اسمح وزورني الليلة يا فندم"، إلى "أقبل الليل والأطلال وهذه ليلتي".

في التمثيل يظل أحمد زكي هو النموذج الذي أحبه الناس، لأنه يشبههم كواحد منهم، وما زالت محاولات استنساخه مستمرة، أثمرت تلك المحاولات بالفعل عن ممثلين أصبحوا مشهورين، لكنهم لم يدخلوا قلوب المصريين، فهل هناك سر وراء المحبة التي يختار المصريون من يستحقها، ومن يعيش ويموت دون أن ينال جزءً منها؟ هل هناك وصفة لـ"حجاب محبة" يأسر قلوب أهل مصر، ويضمن لصاحبه أن يصبح المثل والقدوة للشاب، وفارس الأحلام للفتاة، الابن البار للشيوخ، والطيف الدائم في أحلام المصريين على اختلاف طبقاتهم، من الطبيب والمهندس والكاتب إلى العامل أو الفلاح؟

الوصفة -كما تبدو لي- تتطلب في البداية أن تكون "صاحب إنجاز"، موهوباً في مجالك، "شاطراً في منطقتك" بلغة الشارع، لم تصل لنجاحك بوساطة هذا أو ذاك، وكل النماذج التي أشرت إليها، ينطبق عليها هذا الشرط، فهل من زعيم سوى عبدالناصر؟ وهل هناك "ست" غير أم كلثوم؟ وهل يختلف اثنان على موهبة أحمد زكي؟

ومحمد صلاح -محور هذا المقال- موهوب بالفطرة، وفوق ذلك كاد أن يصبح واحداً من ضحايا مسئولي قتل المواهب في بلادنا. ولو استسلم لمن اعتبروه -في بداية رحلته- غير لائق للالتحاق بنادي الزمالك، لما وصل لمكانته الحالية، وهذا وحده يدعو الناس للتعاطف معه، ربما لأنه قدم لهم من دون قصد دليلاً على اختلال المعايير في مصر، المعايير التي ترفض الموهوب، وتقبل البليد، تٌقصي الفنان الحقيقي لصالح أنصاف الموهوبين.

ولكن هل يكفي الإنجاز وحده ليصنع "حجاب المحبة"؟ هل كان عبد الناصر سيتربع في القلوب لمجرد أنه أنشأ السد العالي، وأسس المصانع، وأمم أموال الإقطاعيين؟ وهل كانت أم كلثوم ستظل هي "الست" لأنها اختارت طريق الفن الحقيقي، وحولت قصائد الشعراء العظام إلى أغان يطرب لها المثقف والأمّي؟ ولماذا يظل أحمد زكي متربعاً في قلوب المصريين رغم أن العديد من أبناء جيله، والأجيال التي سبقته، قدموا فناً لا يقل قيمة عما قدمه هو في السينما؟

الإجابة على هذه الأسئلة تقودنا إلى أن ثمة شيء آخر -غير الإنجاز- يلزمك لكي تستولي على قلوب المصريين، إنه الصدق، أن تكون صادقاً معهم، أن لا تتعالى عليهم، أن تشبههم في الأفراح وفي الأحزان، ويا حبذا لو كنت خفيف الظل مثلهم، أن يشعر الناس بأن جمع الثروة ليس هدفك الأول، وحتى لو أصبحت مليونيراً، تظل كما أنت بسيطاً مثلهم، لن تفاجئهم بصور سياراتك الفارهة، وقصورك الفخمة. لا شيء مميز في أن تكون فقيراً، المميز دائماً هو أن تكون ثرياً متواضعاً، مليونيراً محترماً، تحب الفقراء الذين منحوك قلوبهم، فلا تتعالى عليهم، ولا تستفزهم بأدلة انتقالك من طبقة إلى أخرى.

الرابط بين صلاح والمصريين هو حجاب محبة سره الأول أن الولد شاطر وموهوب، وسره الثاني أنه رغم شهرته المدوية، ما زال فلاحاً مثل أهله، زوجته التي سخر بعض المتنطعين منها، ما زالت تشبه بناتنا وأخواتنا. استطاع الولد أن يعيد المصريين إلى زمن الأحلام، جمعهم -رغم اختلافاتهم الشائكة- حول هدف يحلمون بالوصول إليه، لذلك سيظل في قلوبهم حتى بعد أن يتقدم به العمر وتنتهي مسيرته الرياضية، لأنه عرف سر الوصفة، حجاب المحبة. رسائل القلب إلى القلب هي التي تجعل المصريين يحملونك فوق الأعناق، يسهرون للدعاء على من يؤذيك، يبتهلون إلى الله لكي يشفيك، ولو تطلب الأمر أن يموتوا من أجلك، سيفعلون دون تردد.


بقلم الكاتب: هشام أبو المكارم

التعليقات
Memo - يوليو ١٤, ٢٠٢٢, ٦:١١ ص - إضافة رد

👏🏻👏🏻👏🏻😍😍😍

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
كريم محمد - يوليو ١٥, ٢٠٢٢, ١١:٥٩ م - إضافة رد

رائع

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
كريم محمد - يوليو ٢٧, ٢٠٢٢, ٢:٢٤ م - إضافة رد

راااائع جدا

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
Hossam Mahmoud - أغسطس ١, ٢٠٢٢, ٣:٥٣ ص - إضافة رد

جيد

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
H0ssam 22 - أغسطس ٧, ٢٠٢٢, ٥:٠٤ م - إضافة رد

رائع

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
وسام غسان درويش - سبتمبر ١١, ٢٠٢٢, ٢:٢٤ م - إضافة رد

https://www.divlancer.com/article/7975/10932

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
Mohammad Khalifah - سبتمبر ١٤, ٢٠٢٢, ٤:٥٨ ص - إضافة رد

جميل جدا ♥️

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
Ahmed - سبتمبر ١٥, ٢٠٢٢, ٧:٤٦ ص - إضافة رد

Noce

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
Ahmed Elhendawy - سبتمبر ١٧, ٢٠٢٢, ٨:١٢ ص - إضافة رد

جامد

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
amr26 - سبتمبر ٢٧, ٢٠٢٢, ٣:٣٠ ص - إضافة رد

fantastic

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
saad gamal - سبتمبر ٢٩, ٢٠٢٢, ١٢:١٤ م - إضافة رد

https://www.divlancer.com/article/9326/12509

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
Amlshaban - سبتمبر ٣٠, ٢٠٢٢, ٩:٢٠ ص - إضافة رد

Amazing

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
salem ben ali elouej - أكتوبر ٥, ٢٠٢٢, ٤:٠١ ص - إضافة رد

Bravo

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
Ahmed Ramadan Mohammed Ali - أكتوبر ٥, ٢٠٢٢, ٩:١٩ م - إضافة رد

كلام جميل

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
Ahmed Ramadan Mohammed Ali - أكتوبر ٥, ٢٠٢٢, ٩:٢٠ م - إضافة رد

كلام جميل

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
TARIK ELBALDI - أكتوبر ٢٧, ٢٠٢٢, ٤:٤٦ ص - إضافة رد

كلام جميل

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

مقالات ذات صلة