About Author
Aliaa Ibrahim
41 followers

أعمل أيضاً مدققة لغوية كعامل مستقل.

أحدث المقالات
مارس ٢٥, ٢٠٢٤, ١٢:٤٦ م - حنين الجوهرى
مارس ٢٢, ٢٠٢٤, ١:٢٤ م - خديجة الوصال
مارس ٨, ٢٠٢٤, ١:٢٠ م - علي خريسات
Author Popular Articles

القلب والعقل.. أيهما نختار؟

جميعنا نعلم أن هناك صراعاً أبدياً بين القلب والعقل في نواحٍ كثيرة من الحياة. تشعر دائماً أن الأمر يسير بسلاسة وكل شيء على ما يرام، لكن مشكلة ما تظهر. أنت بحاجة لاتخاذ قرار حاسم، هل تفعل كذا أم لا؟ فجأة تجد نفسك حكماً بين طرفين متصارعين هما القلب والعقل. كلاهما يحاول جاهداً إقناعك. كلاهما يدفعك دفعاً نحو ما يريد. وأنت في المنتصف لا تدري ماذا تفعل. ما دامت هذه حال الجميع فما الحل إذن؟ ماذا نختار؟ هل العقل أولى لأنه يمثل المنطق؟ أم القلب لأن الحدس لا يخطئ غالباً؟

لسوء الحظ أن كلا الأمرين صحيح. الفيصل هنا هو القيم والمبادئ التي يعيش عليها كل منا. هناك خطوط عريضة يعرفها العقل جيداً ويدركها القلب، وبالتالي فهما لا يتخالفان فيما هو واضح. ولكن هناك أيضاً أمور مشتبهات، يمثل العقل طريقاً ويختار القلب طريقاً آخر. في هذه اللحظة تكون المسؤولية الكاملة ملقاة على عاتق مبادئك وقيمك.

 

كيف تعرف الاختيار الصحيح؟

أحياناً لا يكون أحد الخيارين صحيحاً والآخر خطأً، بل كل ما في الأمر أن أحدهما أصح من الآخر بطريقة ما. 

(1) أحضر قلماً وورقة، وقم بكتابة ما يقوله العقل وما يقوله القلب فيها.

(2) قس كلا منهما على مبادئك.

(3) إذا لم يتعارض أحدهما مع مبادئك فاكتب ما الذي سيحدث مستقبلاً إذا تبعت كلا منهما.

(4) قم بتقييم النتيجة.

 

على سبيل المثال: لو أنك عقلك وقلبك تعارضا بشأن اختيارك للتخصص الجامعي المناسب لك؛ الهندسة والأدب. نفرض أن قلبك سيميل مثلا إلى اختيار تخصص الأدب، لأنك تحب الكتابة وتحلم منذ الصغر أن تصبح كاتباً، رغم أن الحصول على وظيفة كاتب أمر صعب. بينما سينصحك عقلك باختيار تخصص الهندسة، لأن فرص عمل هذا المجال أكثر مع أنك لا تفضله.

 هكذا تقارن بين الاثنين وتحلل النتائج المحتملة لكل منهما، ما الذي سينتهي بأسوأ نتيجة؟

ربما لو دخلت كلية الأدب لصرت كاتباً فذاً ولنبغت من بين زملاءك فتجد بناء على ذلك وظيفة جيدة، وربما رغم دخولك الهندسة لا تتمكن من النجاح فيها فيخفت نجمك ولا تتمكن من إيجاد عمل، وربما العكس أيضاً. هذا متروك لتقييمك أنت.

ولأول وهلة، قد يبدو لك أحياناً أن اتباع القلب يجلب لك السعادة، ولكن ربما تكون نهايته مؤسفة بعد ذلك، وكذلك الأمر بالنسبة للعقل. لذا كن بعيد النظر ولا تهتم فقط بالنتيجة اللحظية.

 

القلب أم العقل؟

قد تضطرك الظروف أحياناً إلى ضرورة اتخاذ قرار سريع وحاسم، فحتى وإن لم تمتلك وقتاً كافياً، حاول أن تتمهل قدر الإمكان حتى تصبح قراراتك أكثر صواباً.

 في دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية على أكثر من 1000 شخص، وجد الخبراء أن معظم الناس يميلون إلى اتباع العقل عندما يتعلق الأمر بقرارات تخص المهنة أو المسار التعليمي، لأن ذلك يحقق لهم أكبر قدر من الفائدة والمصلحة. بينما في الأمور الترفيهية فيرون أن القرار المبني على اتباع القلب يجلب السعادة والراحة.

أخيراً نصيحتي لك إذا كنت من عشاق المنطق مثلي؛ حتى وإن كان رأي عقلك منطقياً وأنيقاً في كثير من الأحيان، فإن حدس قلبك لا يقل أهمية عن ذلك، لا تجازف أبداً بتجاهل هذا الشعور.

 

بقلم الكاتبة: Aliaa Ibrahim

التعليقات

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق