About Author
Ali Assainar
2 followers

أحدث المقالات
مارس ٢٥, ٢٠٢٤, ١٢:٤٦ م - حنين الجوهرى
مارس ٢٢, ٢٠٢٤, ١:٢٤ م - خديجة الوصال
مارس ٨, ٢٠٢٤, ١:٢٠ م - علي خريسات
Author Popular Articles

التفويض وعلاقته بتحمل المسؤولية عند طفلك

جميعنا نتوق إلى أن يكون أولادنا مسؤولين قادرين على تحمل مواقف الحياة المختلفة بإرادتهم، واثقين وقادرين على تخطي صعوبات الحياة.

ولكن هل لنا دورٌ تربويّ يساهم في أن يكونوا كذلك؟

 نعم بل هو الدور الرئيس الأول والأهم. إن مهمتنا هي زراعة البذور المناسبة التي تتيح لصاحبها أن يكون مسؤولاً، والبذرة الأهم لزراعة المسؤولية هي ((التفويض)) .

التفويض هو منح الصلاحية للطرف الثاني للقيام بمهمةٍ كُلِّفَ بها. ومن ميزات التفويض تخفيف أعباء المهام عن الوالدين، وتدريب الأبناء على إنجاز الأمور وتحمل المسؤولية، مما يتيح لهم خبرة وكفاءة للقيام بأمورٍ أكبر، إذاً فهو منح الثقة.

 

كيف نستخدم التفويض مع أبنائنا ومتى؟

بدايةً من سن مبكرة، السن الذي يتعلم فيه طفلك الحبو، فوضه مهمة تعليم نفسه مع قليل من المساعدة، يكبر قليلاً فنفوضه مهمة اختيار ملابسه، وهنا يكمن ذكاؤنا في اختيار الأطقم المناسبة ثم عرضها عليه، فيختار بإرادتهِ لباساً ترضونَه من البداية، يكبر قليلاً فنحمله مسؤولية المساعدة في تنظيف سريره، ثم الغرفة، ثم المنزل، نفوضه مسئولية الاعتناء ومراقبة إخوته الأصغر سناً منه، فكلما تطور أو كبر نفوضه مسئوليةً أكبر، وهذه أمثلة توضيحية لكيفية التفويض.

 

هل هناك ما يعيق مهمة زرع المسئولية في أولادنا؟

بالطبع، من الأساليب الخاطئة التي يتبعها جمهور من الآباء ((الخوف)) الزائد على أبنائهم، بذلك يثقل عليهم تفويض المهام لأولادهم بحجة خوفهم من أن يشقّوا عليهم أو أنهم ما زالوا صغاراً، ذلك يعيقهم عن الاعتماد على أنفسهم وتحمل مسؤولية اختياراتهم وبالتالي التعلم واكتساب الخبرة والثقة.

 

يوصي خبراء التربية بضرورة ترك الطفل يعتمد على نفسه ويتحمل تبعات قراراته، مع المراقبة غير المباشرة، ودعمه بنصائح وتوجيهات ترشده دون إعاقة القرار إلا في المواقف شديدة الخطورة .

بذلك نؤسسهم من الصغر على مفهوم التفويض والمسؤولية، ونزرع فيهم البذرة التي ستشد من عضدهم. هكذا نؤهلهم للنجاح في أسرتهم، بيتهم، عملهم، إلى آخره.

 

الأسرة المنيرة هي التي تعرف طريقها السليم في التربية، وتمهد السبيل للتخفيف من سيطرة الأسرة على المراهق، وتدفع به نحو التحرر والنمو الاجتماعي واستطلاع رأيه في بعض الأمور والمشکلات العائلية، وتدريبه على التعاون مع الوالدين والأخوة، ومشاركتهم بعض المسئوليات والأعباء الأسرية ". (خليل معوض، 1994، سيكولوجيا النمو-الطفولة والمراهقة)

 

 وأخيراً أيها الوالدان العزيزان..

أصبحنا ندرك أهمية التفويض وأن المجتمع الطموح لديه مسئولية كبيرة تجاه أشباله، فهم خير استثمار للمستقبل، بهم نأمل، وبهم يُسَطَّرُ التاريخ حروفه.

التعليقات

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق