لا تكن لطيفاً أكثر من اللازم

هو إحدى كتب التنمية البشرية الرائعة للكاتب "ديوك روبنسون".

يتحدث فيه عن الأشخاص التواقين دائماً للتعامل بلطف مع من حولهم على حساب أنفسهم، متجاهلين سعادتهم وسلامهم النفسي، وذكر تسعة أخطاء قد يقع فيها البعض أثناء التعامل مع الآخرين موضحاً الطريقة الإيجابية للتصرف في مثل تلك المواقف. وهنا ألخصها باختصار مبيناً الخطأ ومن ثم الحل:

١- محاولتك الظهور دائماً بشكل مثالي في علاقاتك مع الآخرين، وإرضائهم على حساب سعادتك وراحتك.
الحل: عليك أن تعلم أن إرضاء الجميع غاية لا تدرك، وأن تؤمن بتقبل من يحبك لك كما أنت، وأن لا ترهق نفسك بأن تكون كاملاً في سبيل الحصول على الحب المشروط.

٢- التزامك بأمور أكبر من طاقتك وتنفيذ رغبات الآخرين متناسياً أولوياتك.
الحل: رتب أولوياتك وتعلم أن تقول "لا" عندما يُطلب منك أمر يفوق طاقتك أو يؤثر على توازن حياتك.

٣- ترددك في قول ما تريد -وخاصة مع شريك حياتك- خوفاً من رفضه أو خجلاً أو حرصاً على راحته.
الحل: عود نفسك على رفض ما يزعجك من خلال الحوار واختيار جمل مناسبة توضح بها لشريك حياتك ما تريد.

٤- كبت غضبك. هذا الخطأ نقع به لنبدو لطيفين لكنه يؤثر سلباً على سلامتنا ويهدم صحتنا.
الحل: عبّر عن غضبك بالطريقة التي تجدها مناسبة وفي الوقت المناسب، ليس الصراخ والعصبية هما الحل أيضاً، فهناك طرق أخرى كالكتابة والبحث عن أسباب الغضب ومعالجتها في حال كان الغضب من موضوع وليس شخص. أما إن كان غضبك من شخص فعليك مواجهته وتفريغ غضبك في وقت تستطيع فيه أن تكون عقلانياً، لكن لا تكبت غضبك أبداً لأنه سيظهر بصورة أكبر فيما بعد.

٥- الصمت لحظة الاندفاع، أي إذا هاجمك شخص ووجه لك كلاماً في موقف ما، من الصحيح أن تتغافل عنه إن كان لا يعنيك أمره، أما إذا كان شخصاً يهمك فلا بد من مواجهة الموقف وعدم الصمت.
الحل: ذكر الكاتب خطوات لمواجهة الموقف للحفاظ على الأشخاص اللذين يعنيك أمرهم وهي:

أولاً: حافظ على هدوءك وتوازنك ولا تقابل الغضب بغضب.
ثانياً: انظر للموقف من وجهة نظر الشخص المقابل وحاول فهم سبب غضبه.
ثالثاً: حاول معه توضيح الموقف والوصول لحل مشترك.
رابعاً: لا تصمت إذا كان الصمت يفقدك من تحب ظناً منه أنه لا يعنيك.

٦- الكذب البسيط، قد لا تقول رأيك الصحيح إذا سُئلت عنه وتلجأ للكذب لتكون لطيفاً.
الحل: لا تكذب، وقل رأيك ببساطة وبطريقة مهذبة.

٧- النصح دون طلب النصيحة.
الحل: لا تندفع بتوجيه النصائح والتدخل بمشكلات الناس ما لم يطلب منك أحد المساعدة، وإذا كان لا بد من مساعدتهم فاسأل عن أحوالهم أولاً ثم قدم النصيحة بطريقة غير مباشرة.

٨- محاولتك إنقاذ الآخرين دائماً. وذكر الكاتب مثالاً عن الشخص المدمن الذي نحاول منعه بطريقة غير مدروسة والتي من شأنها أن تفاقم المشكلة.
الحل: البحث عن أسباب المشكلة ومعالجتها أو توجيه المشكلة لأصحاب الخبرة لإيجاد الطريقة المناسبة للإنقاذ دون الإضرار بصاحبها.

٩- حماية من يشعرون بالحزن، وذلك بمساعدتهم على الهروب من حزنهم وعدم مواجهة الحقائق.
الحل: التعاطف مع هذا الشخص دون مبالغة والتطوع لمساعدته في إنجاز بعض مهامه التي يعجز عن القيام بها بسبب حزنه، والاستماع له عند حاجته للتعبير، والوقوف بجانبه إلى أن يتجاوز حزنه.

إذا استطعت أن تتقن تلك السلوكيات الجديدة فقد حان الوقت لتحتفل بإنجازاتك، وتبدأ بعيش حياة طبيعية وأكثر إرضاء، وستظل -أيضاً- إنساناً لطيفاً.