About Author
Hana Osama
44 followers

طالبة طب، كاتبة ورسامة ومصورة

أحدث المقالات
مارس ٢٥, ٢٠٢٤, ١٢:٤٦ م - حنين الجوهرى
مارس ٢٢, ٢٠٢٤, ١:٢٤ م - خديجة الوصال
مارس ٨, ٢٠٢٤, ١:٢٠ م - علي خريسات
Author Popular Articles
سبتمبر ١٩, ٢٠٢٢, ١١:٠١ م - Hana Osama - 1629
أكتوبر ١٥, ٢٠٢٢, ٣:٥٩ م - Hana Osama - 505
سبتمبر ٢٢, ٢٠٢٢, ٩:٢٢ م - Hana Osama - 475
سبتمبر ٢٨, ٢٠٢٢, ١١:٠٣ ص - Hana Osama - 444
أكتوبر ٣٠, ٢٠٢٢, ١١:٠٦ م - Hana Osama - 431

صفحة فارغة

أترك في كل مرة أنهي فيها مقالتي صفحة فارغة تنتظر لقائي القادم بها، ذلك سيسرع عودتي إليها قبل أن يجف الحبر في المحبرة، ويقف الحرف في الحنجرة، وتغزو الصفحة الغبرة.

لكل أحدٍ فينا عادة تخصه وتمثله، تشكل هي قالبه أو لربما تتشكل حسب قالبه، تنسجنا وننسج أنفسنا بها. قد تكون رسائل لم تحظَ بالرد، أو كلمات لم تتمكن من الخروج، أو علاقات أُفسدت وتنتظر ترميمًا، أو صداقات تحتاج لكشف زيفها، وقد تكون لوحة تنتظر ريشة وفنانًا وألواناً.

نتجاوز أمورًا قد لا تعني لنا شيئًا لكنها لأحدٍ ما تعني الكثير، تخيل لو لم يحضر الطبيب، من أين يشفى المريض؟ كيف كان بإمكاننا أن نتعلم المزيد إن لم نملك من يعلمنا ما هو بالفعل موجود؟ كيف يمكن للمستقبل أن يُرسم لو لم يكن للحاضر ماضٍ؟ بل كيف ستنمو الشجرة لو لم يكن أصلها بذرة طارت مع الرياح لتُغرس في الأرض؟

والشجرة الكبيرة تلك تنمو لتثمر، فتعود البذرة إلى جوف الأرض لتنمو. نحن أصلنا إنسانٌ تلا إنسانًا تلا إنساناً. تخيل لو أن الإنسان إلى حد ما قرر التوقف عن الإنجاب، وتوقف الشجر عن الإثمار، وأمسكت الغيوم مطرها، ولبثت الشمس في منزلها رافضةً الخروج، كيف سينتهي بنا الحال؟

نحن في موقفٍ ما أهمُّ حدثٍ، وفي أخرَ لا يعني وجودنا لأحد شيئاً، فإلى متى نظل بحيرتنا هذه عائمين نسير دون وجهة محددة وملامح واضحة لذواتنا؟ ولماذا قد نغفل عن أننا هنا اليوم، وغدًا لسنا كذلك؟ لماذا نترك المرسل دون رد؟ والعائد دون استقبال؟ والصديق دون وصل؟ ونترك صفحاتٍ وقلمًا تنتظر أعوامًا بعد الهجر؟

من وجهة نظري العابرة، أننا حين نترك النهايات مفتوحة -وهي غالبًا ذات مسار محتم للهلاك- فإنا بذلك نخل بتوازن العالم، ولو استطعنا إنهاء كل ما نملك، دون فتح أبواب جديدة ومنح أمل زائف للآخرين، فإن الفضيلة والإحسان سيعمان العالم. ولذلك يجدر بنا أن نرى بعمق أكبر، وأن نمنح جهدًا أكبر لكل بابٍ نطرقه، وكل أمل نمنحه.

فيومًا ما سيجف الحبر في المحبرة، وتختنق الحروف في الحنجرة وتلون الغبرة الصفحة، ولن أعود أنا، وستمضي الحياة بشكلٍ أو بآخر ولن تقف لحظةً لعزاءٍ، ولن تذرف دمعة، وستظل ورائي صفحة فارغة.

 

هناء أسامة خريسات

التعليقات
Abdullah Alsalahi - سبتمبر ١٣, ٢٠٢٢, ٢:٢٧ ص - إضافة رد

Hi

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
ahoukar - سبتمبر ١٧, ٢٠٢٢, ٨:٣٠ ص - إضافة رد

https://www.divlancer.com/article/9404/11572

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
ahoukar - سبتمبر ١٧, ٢٠٢٢, ٨:٣٠ ص - إضافة رد

nice

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق