About Author
Hana Osama
44 followers

طالبة طب، كاتبة ورسامة ومصورة

أحدث المقالات
مارس ٢٥, ٢٠٢٤, ١٢:٤٦ م - حنين الجوهرى
مارس ٢٢, ٢٠٢٤, ١:٢٤ م - خديجة الوصال
مارس ٨, ٢٠٢٤, ١:٢٠ م - علي خريسات
Author Popular Articles
سبتمبر ١٩, ٢٠٢٢, ١١:٠١ م - Hana Osama - 1629
أكتوبر ١٥, ٢٠٢٢, ٣:٥٩ م - Hana Osama - 505
سبتمبر ٢٢, ٢٠٢٢, ٩:٢٢ م - Hana Osama - 475
سبتمبر ٢٨, ٢٠٢٢, ١١:٠٣ ص - Hana Osama - 444
أكتوبر ٣٠, ٢٠٢٢, ١١:٠٦ م - Hana Osama - 431

ليتني قطرة مطر

   تتلاطمُ أمامي أمواجُ البحرِ، تأتي موجةٌ تتبعها أخرى، ثمَّ تعودُ الأولى لتصدمَ الثانية، كأنني أرى سكة الوجود في هذا المشهد هكذا، خطوةٌ إلى الأمامِ تتبعها الأخرى ثمَّ انتكاسٌ مرةً بعدَ مرة، ونذوقُ الحياةَ حلوةً ونتجرعُ لحظاتِها المرة.

 

   الطيورُ تطيرُ منْ حولي، تقتربُ منَ الماءِ لتحملَ طعامها ثمَّ تعلو، هي سوفَ تعلو إنْ أخذتْ وإنْ لمْ تأخذْ، كأنها تقول: وأنتِ أكملي هذا الطريقَ، يومًا ما ستمسكين سمكةً كبيرة تسدُ ثقبَ أحلامكِ، لكنْ هلْ يا ترى أستطيعُ أنا أنْ أكملَ ما بدأتُ؟ أمْ أنني أقفُ هُنا كما أنا وأظلُ هنا في مكاني تحتَ ذاتِ السماءِ وفوقَ ذاتِ الأرضِ ولا أركضَ باحثةٍ عنْ حلول؟

 

   تتباكى حولي القصص، والغيومُ تحملُ مطرها بين دفتيها، متى ستُلقيه؟ ما أبخلها! كأنها تستمتعبرؤيتنا نتضرعُ لها، نرجو هطولَ قطراتها لتَسقي الأرضَ، وتغسلُ قلوبنا التي لطختها هذي الشهور العشرة دون غيومأو مطر. إنْ كنتُ أحبُ المطرَ فلماذا لا زلت أعيش وسطَ الصحراءِ؟ ولماذاأختارُ أنْ تأتيني الغيومُ لتنزل مطرها عُنوة بدلَ أنْ أذهبَ أنا وأبحثعن أرضِ يهطل مطرها، وأغرسُ نفسي فيها كشجرةٍ كرّست عمرها لمساحةٍ واحدةٍ وسماءٍ واحدةٍ وأرضٍ واحدةٍ وبشرٍ وسنينَ كُثر.

   النهارُ قلل مُدته، كأنهُ يعرضُ فيلمًا بأجزاءٍ كثيرة، يومًا يعرض لي حياتي، وأيامًا حياة البشر، أخرجُ للطريقِ فتلاقيني منَ البشرِ أعدادٌ ووجوهٌ لا تنحصر، لكنها تمرُ، وأنسى أنا منْ مرَّ ومنْ لمْ يمر، كأنَّ الأمرَ يعنيني، سأنتظر أن تلتصق بذاكرتي بعض التراهات. السماءُ وحدها هي ما تعنيني، إنها واضحة رغم تغير حالها، زرقاءأوديجورُ، بعضُ النجومِ كلؤلؤٍ منتثر، يومًا تمررُ السحابَ بينَ يديها ومرةً توقفه ليبكي المطر، إنها لا تخجلُ من تبدلِ حالها بلْ تُجبر الكلَّ عليه كأنها القدر. ليتني كالسماءِ أمتلكُ حالًا غيرَ حالِ البؤسِ الذي يظلُ داخلي يعيشُ هنيًا مستتراً، أو غيرَ الهدوءِ الذي أصبح يفيضُ تحتَ عيناي وبينَ أسطري وفوقَ شفاهي إنْ أردتْ أنْ تبتسم.

 

   الأشياءُ منْ حولي تنمو وتزدهر، وأنا توازن العالم لها حيث أموت وأنحسر، لا أمسك الفرص، وتفوتني الدقائق والساعات دون التقاط الصور، وتصحبني نوبات بكاء تكاد تعميني لكن دون جدوى، لا شيء يرضيني ولا قول يعليني، كأنني صافحت الحياة ذات مرة وقلت لها إن ابتسمت ستنتصرين، لذا مهما حدث، أظل أعيش الحزن دون مفر، فأين العطب في ذلك وأين الخلل؟ وكيف يلقي الناس التهم علي ويشيدون سور الفشل حول قلبي دون النظر إلى خرابه أولًا دون محاولة فهم تعقيداته؟ أيرعبهم لونه الداكن؟ أم أنه فُقد الأمل من أن يعود ليبتسم؟ لو رأوا ما رأيت لمنحوني الحق كلّه، لكنهم ما رأوا، ولو لمسوه وفاض ينزف أمامهم لفعلوا المستحيل ليوقفوه، لكنهم لم يفعلوا. 

   ما أحزن تلك الطفلة لفقدانهالعبتها! وما أحزن ذلك الطالب بفشله في امتحانه! وما أحزن ذلك الرجل الذي عاد دون طعامٍ لأولاده! وذلك شاحب الوجه لرفضه من فتاته! كلهم لديهم ذات الألم، على مقياس الألم العادل جميعنا نملك مقدار الألم ذاته، لكن القصص تختلف، لن أعطي النمل طعام فيل، ولن أدخل الفيل في عش نملة.

 

   فكيفَ تمرُ تلكَ القوافلُ منْ الذكريات بداخلي كلمحِ البصر، ثم بحدث غير منطقي،وفيلحظةعشوائية تمثلُ جُمعَ الذكرياتِ أمامي لتقول لي: تذكر، أنت هنا لست أنت، هنا سعيد وحقيقتك بؤس، هنا جميل وأصلك قبح، هنا حيُّ والحقيقة أنك مت قبل زمن، فلم التغافل عن واقعك وأين تظن المفر؟

كأن كل ذلك قطعٌ تتكدس فوق أكتافنا، فنكبر لتنحني أجسادنا من ثقل الحياة لا من طول العمر.

 

هناء أسامة. 

التعليقات
ahoukar - أكتوبر ٩, ٢٠٢٢, ٨:٢٧ ص - إضافة رد

https://www.divlancer.com/article/9493/11572

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
ahoukar - أكتوبر ٩, ٢٠٢٢, ٨:٢٧ ص - إضافة رد

j'aime

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
madadi - أكتوبر ١٦, ٢٠٢٢, ١٢:٤٧ ص - إضافة رد

rien n'est parfait

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
madadi - أكتوبر ١٦, ٢٠٢٢, ١٢:٤٧ ص - إضافة رد

rien n'est parfait

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق