يومًا ما ستمضي في الحياة دون أن تلتفت إلى الوراء. ستقف خلف ما فعلت، ستتوقف عن الندم، ولن يهمك أنك ارتكبت الأخطاء. ستسير دون أن تتعرقل بسلاسل الماضي لأنك فككت نفسك من قيوده، لن تبالي بما عشت، لأنك أدركت الآن أنك لو لم تمر بهذه الصعاب وقاسيت تلك اللحظات لما استطعت أن تصبح ما أنت عليه.
حتى وإن ظل الناس يستذكرون ما كنت عليه، ستسكتهم بما صرت إليه، إن كنت تبالي بما يقولون حينها، ذلك أن كلامهم لن يصلك مهما تعالت أصواتهم، فهم ينادون من القاع وصوتهم لن يبلغ القمة التي أنت عليها. لذا لا تضع أمامك حاجزًا أساسه الناس، وإن عزمت أن تضع الناس وكلامهم في أمرٍ من طريقك، فليكونوا درجاتٍ تصعد فوقها.
صدقني، إنه لمن الصعب أن تجد من يؤمن بك في البداية، لا أنفي وجود شخصٍ ما يدعمك ويدفعك حتى دون أن تدري، لكنه فعلٌ نادر، لذا لا تضع وجود الداعمين أساسًا في خطتك، بل اجعلها هدايا القدر لك على استمرارك في المضي رغم انعدام الأمل، فإن الحياة أمٌ رهيفة ستعلمك بقسوتها عليك بدايةً ثم تحتضنك بالعطايا إن رأت أنك تستحق ذلك، فإياك واليأس، أو أن تظن أن الشمس لن تشرق بعد الليل الطويل، ولا تضع في رأسك فكرة أنك لن تستطيع احتمال المزيد من الأثقال المحملة على كتفك، لأنك تستطيع مهما حدث، فقط آمن بنفسك واستمر.
ستقول كيف يمكنني أن أنجح، وإن كان ما يقال حقيقةً فلم لا ينجح جميع الناس؟ الأمر ببساطة أن النجاح عقلية ونمط حياة، النجاح يتطلب الأمل والاستمرار والسعي والتعب، والناس يميلون دائما إلى القرارات الأكثر سهولة، لن تغريهم النتيجة أو النهاية، وسيكتفون بالاستمتاع باللحظة الواهية الحالية، ولا تغفل عن فكرة أن النجاح مخاطرة وخسارة، والناس لا يحبون المجهول، وأكثر ما يخيفهم هي الخسارة، لكنهم يغفلون عن أن الخسارة ليست خسارة كاملة، فهم على الأقل يعرفون الطريق الذي ساروا فيه حتى هذه الخطوة، لكنهم يتركون كل نعيم الجنة الأبدي لينعموا بوهم تفاحة الخلد.
وإن كنت تتساءل عن السبب الذي يدفعنا للنجاح رغم لحظية الحياة وواقعية النهاية، هو أننا نعيشها مرة واحدة، فلماذا لا نجرب؟ ولما نظل مختبئين خلف قلاع الخوف المظلمة في حين يمكننا أن نركض في حقول النور الساطعة؟
هناء خريسات
content://com.android.chrome.FileProvider/images/screenshot/16665166259651536508185.jpg
https://www.divlancer.com/article/9536/16223
يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق