About Author
Muhammed Bekir
18 followers

أحدث المقالات
مارس ٢٥, ٢٠٢٤, ١٢:٤٦ م - حنين الجوهرى
مارس ٢٢, ٢٠٢٤, ١:٢٤ م - خديجة الوصال
مارس ٨, ٢٠٢٤, ١:٢٠ م - علي خريسات

قصة نجاح الملياردير الأمريكي إيلون ماسك

قصة-نجاح-الملياردير-الأمريكي-إيلون-ماسك

إيلون ماسك. ماذا لو سميت ابنك XAEA-12 وعندما رفضت الحكومة الاسم غيرته لكي يصبح XAEE-Xii؟ أنت مجنون أليس كذلك؟

تريد إرسال الناس إلى الفضاء ولا توجد صواريخ مناسبة؟ لا مشكلة.

سوف أنشئ لك شركة خاصة بصناعة الصواريخ لإرسالهم إلى هناك بأسعار مناسبة، أنافس فيها (ناسا) ودولاً بأكملها وأجني بعض الدولارات، بزنس ناجح أليس كذلك؟

لا يوجد أحداً دخل المنافسة في سوق السيارات خلال 100 عام إلا وفشل لذلك أُنشأنا لك شركة سيارات لدخول المنافسة، هل أنت بكامل قواك العقلية؟

دعني أخبرك يا صديقي بأن الشخص الذي نتحدث عنه اليوم فعل كل ذلك وأكثر، شخص يعيش بيننا على هذا الكوكب، شخص من أفلام الخيال العلمي، أغنى رجل في العالم، نعم إنه إيلون ماسك.

 

بداية الحكاية إيلون ماسك

في عام 2008 كان على وشك الإفلاس، في 2012 قدرت ثروته ب2 مليار دولار، في 2020 تجاوز الرقم 100 مليار دولار.

ولد في جنوب أفريقيا، نشأ صبياً كثير الشرود قليل الأصدقاء لكنه قرأ كل كتاب وقع تحت يديه.

فخير جليساً في الأنام كتاب.

صمم وهو في 12 من عمره لعبة إلكترونية اسمها "Blaster" وباعها بمبلغ 500 دولار!

هذه  كانت مثابة الانطلاقة الأولى إلى عالم التجارة والأعمال.

هاجر إلى كندا ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الفيزياء والاقتصاد، ثم أنشأ شركة صغيرة اسمها "Zip2" درت عليه الملايين من الدولارات بعد بيعها لشركة "Compaq compuyers"مقابل 340 مليون دولار.

 

Paypal

في عام 1999 أنشاء موقع "X.com" للخدمات المصرفية وتم دمجه مع "Paypal".

في عام 2002 تم بيع "Paypal" لموقع "Ebay" بحوالي 1.4 مليار دولار.

أصبح بين يدي إيلون ماسك ملايين الدولارات في مشاريعه القادمة، إلى أين سوف نذهب؟

 

المريخ وإيلون ماسك

المريخ-وإيلون -ماسك

يحب إيلون الخيال العلمي، يعرف أن الترند وسيلة ممتازة لاكتساب سمعة، ولفت أنظار الجميع، لكن عن أي ترند سوف نتحدث؟

القمر؟ بالطبع لا، فلقد هجره البشر منذ السبعينيات، وصلت إليه أميركا أولا، وانتهى ذلك بحرب الفضاء.

القمر قد يكون مليئاً بالذهب والبلاتين والهليوم 3، لكني أنا (إيلون ماسك) سوف أذهب إلى المريخ وأزرع نباتات هناك تستطيعون رأيتها وهي تنمو على البث المباشر.

كلام أشبه بأفلام الخيال العملي منه إلى خطة عملية، وإيلون ماسك يعلم ذلك جيداً لكنه احتاج إلى لفت انتباه الناس والشركات إلى الفضاء مجدداً بترند تحت عنوان "واحة المريخ".

عاد الاهتمام إلى الفضاء،  ماذا نفعل الآن؟! بسيطة يا صديقي، ألا تعرف هذا الرجل؟ لا؟

إذن دعني أنا أخبرك ماذا فعل هذا الرجل المجنون، ذهب إلى روسيا وبحوزته 21 مليون دولار ليشتري صاروخه الخاص، رد عليه الروس بوابل من السخرية والاستهزاء.

فكر ماسك قليلا، لماذا لا أصنع الصاورخ بنفسي؟ كلام المجانين ذاته، أليس كذلك؟! بالطبع لا، الرجل عبقري لكن دعني أوضح لك الأمر يا صديقي.

 

بناء الصواريخ و  SpaceX

بناء-الصواريخ -SpaceX

دعني اسألك أولاً، كم سيوفر إيلون ماسك من المال لو بنى الصاروخ بنفسه؟

هذا ما فكر به إيلون نفسه من الصفر، فعند الحساب تبين أنه سوف يوفر %97 من ثمن الصاروخ.

أي أن محتويات الصاروخ من الحديد والنيكل والنحاس وغيرها من العناصر لا تمثل سوى %3 من سعر الصاروخ النهائي للبيع.

كانت تلك اللحظة المناسبة لبدء الخطة وإنشاء شركة SpaceX عام 2002، بالفعل بنى الصاروخ وأطلقه للمرة الأول في 2005 لكنه سقط، غير أن الأحلام لا تسقط.

أسوأ عام لإيلون ماسك

2008 كان أسوأ عام في حياة إيلون ماسك بسبب فشل شركته SpaceX في  إطلاق فالكون 1، وهذه كانت المرة الثالثة التي يسقط فيها صاروخ لإيلون بعد إطلاقه، لكنه هذه المرة كان يحمل 4 أقمار صناعية مملوكة للمستثمرين في الشركة.

دعني أخبرك بأن ملايين من الدولارات أهدرت في سقوط هذا الصاروخ، ثقة العملاء المستثمرين كادت تتلاشى.

توقع الجميع أن إيلون ماسك قد فشل، منتظرين أن يخرج عليهم ليعلن إفلاسه كما فعلت شركة كيسنلر قبل عدة شهور، لكنهم لا يعلمون من هو إيلون ماسك.

 

إيلون ماسك والمحاولة الأخيرة

إيلون-ماسك-والمحاولة-الأخيرة

ماسك كان لديه بعض المال لمحاولة إطلاق أخيرة، محاولة أخيرة فحسب وينتهي الأمر، مصير الشركة في هذه المحاولة.

في سبتمبر 2008 حان موعد الإطلاق صاروخ فالكون 1، إيلون ماسك ومهندسو الشركة في قمرة القيادة.

الجميع يحبس أنفاسه عند العد التنازلي "10,9,8,7"، الكثير من الآمال والطموحات والدموع في الأرجاء، الثواني كأنها سنوات  "6,5,4,3,2,1."

الجميع يشاهد الصاروخ وهو يحلق في السماء، شخص يصرخ من بعيد "لقد نجح الأمر"، تتالت الضحكات والصرخات بعدها "لقد فعلنها يا ماسك".

ليجري الجميع يعانقون بعضهم، ماسك يركض للساحة خارج الشركة ليوجه نظره نحو السماء.

‏يرى الصاروخ وهو يحلق عاليا في السماء، يصرخ غير مصدق ما حصل "Oh my God".

لقد كان مشهداً يصلح لفلم هوليودي بحق، كأني كنت هناك يومها!!

‏لتكون SpaceX أول شركة خاصة بالتاريخ تنجح في إطلاق صاورخ إلى الفضاء.

 

ناسا وسبيس إكس SpaceX

ناسا-سبيس-إكس-SpaceX

في 2012 استطاعات SpaceX أن تخرج من نفق الإفلاس تماماً بنجاحها بإطلاق صاروخ وإعادته إلى الأرض سالماً غانماً.

كانت هذه الانطلاقة بمثابة نهاية عقود من رمي الصواريخ في الفضاء.

بعد اختبارت عدة وصلت نسبة نجاح إعادة الصواريخ إلى الأرض بعد إطلاقها %100، نسبة مذهلة أليس كذلك؟

هذه النسبة ستعتمد عليها وكالة ناسا (NASA) لإرسال رواد الفضاء على متن صاروخ فالكون 9 بتكلفة 100 ألف دولار فقط.

عزيزي القارئ ربما تظن أن هذا الرقم كبير نوعاً ما، دعني أُخبرك بأن هذا الرقم هزيل جداً بالنسبة لأرقام الفضاء.

قبل هذا الاختراع كانت تكلفة إرسال 1 كيلو غرام إلى الفضاء يكلف 54 ألف دولار، ولكن مع هذه الصوارخ الجديدة تصل التكلفة إلى 1300 دولار فقط، فرق هائل صحيح؟

نعم، فبعد كل هذه السنوات من العمل ابتداء من سنة التأسيس عام 2002 إلى 2020 استطاعت الشركة أن تحقق أمرين مهمين جداً في عالم إطلاق الصواريخ إلى الفضاء، سعر رخيص، وفعالية كبيرة.

 

إيلون ماسك وسيارة تسلا Tesla

إيلون-ماسك-سيارة-تسلا-Tesla

لو سألتني: إذا كان معي ملايين الدولارات وأريد أن أخسرها، كيف ذلك؟ سأقول لك قم بإنشاء شركة سيارات.

سوق السيارات صعب جداً، صحيح أننا نسمع بين الحين والآخر دخول العديد من الدول إلى هذا السوق.

لكن عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن آخر شركة نجحت في سوق السيارات كانت Chrysler التي تأسست عام 1925.

في عام 2003 التقى مارتن إبرهارد مع مارك تاربينينج ليؤسسا شركة تهدف لصناعة سيارات كهربائية فارهة.

فكرة مجنونة كانت تحتاج لممول، وعقل مجنون وإيلون ماسك، ودخل الرجل إلى تسلا بالفعل في 2004 مستثمراً.

أطلقت الشركة سيارتها الأولة في 2007-2008، وأسموها Tesla Roadster، صحيح أنها كهربائية وفخمة لكن سعرها البالغ 100 ألف دولار ليس رقماً يسيراً، كما أنها كانت تجربة غير مثالية تماماً نظراً للعيوب التي اكتشفت بها لاحقاً.

في 2008 نفس عام إيلون ماسك السيء، تولى الرجل منصب المدير التنفيذي في الشركة، أول شيء فعله هو طرد ربع موظفي الشركة!!

وفي نفس العام عرض سيارة مودل "S" بسعر 75 ألف دولار وبمواصفات أفضل من النموذج السابق.

في 2009 كانت الشركة في مأزق بسبب عدم توفر السيولة المالية، كانت الشركة تملك 19 مليون دولار فقط!

رقم لا يكفي حتى لإنتاج السيارات التي دفع مشتروها مسبقاً، كان شبح الإفلاس يلوح في الأفق، لولا أن ماسك استطاع بيع بعض الأسهم وتحصيل بعض القروض.

في عام 2010 طُرحت شركة تسلا في البورصة بسعر بلغ 17 دولار للسهم الواحد، واستطاعت الشركة بهذا الطرح أن تجمع 230 مليون دولار تقريباً لتتمكن من الانطلاق بقوة.

في 2012 يبدأ إنتاج سيارات مودل "S"، وتبدأ شركة تيسلا ببناء مئات محطات الشحن الكهربائي في الولايات المتحدة وخارجها.

في 2013 تحقق الشركة أول أرباح ربع سنوية بعد 10 سنوات من إنشائها وكانت تلك لحظة بداية عظمة الشركة.

في 2014 أعلنت تيسلا دخولها سوق صناعة البطاريات الكهربائية.

في 2015 قامت شركة تيسلا بالاستحواذ على شركة "سولار سيتي"، لتدخل الشركة بذلك عالم الطاقة الشمسية، والهدف هو إنارة وتشغيل المنازل والشركات.

في 2018 عانت شركة تيسلا من بعض المشكلات القانونية، لكن في 2019 تجاوزات كل ذلك.

في نفس العام قامت الشركة بإنتاج الشاحنة الكهربائية Cybertruck  التي ستعطي الشركة دفعة كبيرة إلى الأمام.

 

ارتفاع سهم شركة تيسلا

يأتي عام 2020 ليرتفع سعر سهم تيسلا، السهم الذي كان ب17 دولاراً في 2010، تجاوز 1000 دولار في ذلك العام ليلقب سهم الشركة ب"صانع الأثرياء".

ارتفعت قيمة الشركة منذ بداية 2020 حتى أيلول من نفس العام إلى %400، مؤشر ارتفاع كبير في وقت قصير، أليس كذلك؟

في سبتمبر من عام 2021 تجاوزت القيمة السوقية لشركة تيسلا تريليون دولار، لتصبح تيسلا شركة السيارات الأعلى قيمة في تاريخ البشرية.

هذا الرقم أكبر من قيمة شركات Ford,GM,Fiat مجتمعة لكن ماسك يريد المزيد عبر تغيير المفهوم التنقل البري كما نعرفه.

 

أنفاق إيلون ماسك

أنفاق-إيلون-ماسك

يحب إيلون ماسك السرعة لذلك أطلق في عام 2013 نظاماً جديداً للنقل فائق السرعة اسمه .Hyperloop 

الفكرة بختصار تقوم على بناء كبسولات تسير في أنفاق بسرعات تصل إلى 1200 كيلومتر في الساعة أي أنه ينقلك من أبو ظبي إلى دبي في 12 دقيقة فقط!!

يقول إيلون أن النظام سيكون أكثر أماناً وأكثر سرعة وأقل تكلفة، ومحصناً من الطقس ومستداماً وذاتي الطاقة ومقاوماً للزلازل ولا يبلى!!

النسخة الأولى من المشروع تبنى بين دبي وأبو ظبي، ومن المتوقع أن تكون تقنية النقل هذه حاضرة في المدن والعواصم الكبرى في غضون 20 عاماً.

 

تأسيس شركة Boring 

في يوم من الأيام كان ماسك يشاهد حركة المرور في لوس أنجلوس الأمريكية، شعر بالملل وتساءل: كيف يمكن أن تحل مشكلات المرور؟ وكيف يمكن أن تنتقل السيارات داخل المدن بشكل أسرع؟

قال إيلون في نفسه لماذا لا نحفر أنفاقاً تحت الأرض للسيارات، نأخذها من الشارع الرئيسي إلى نفق تحت الأرض نضعها على زلاجة كهربائية لتسير بها بسرعة 120 ميلا في الساعة، ونعيدها إلى الشارع مجددا؟ وفعلا فعلها.

انطلق مشروع "Boring" أو "الممل" في 2016 ضمن شركة SpaceX  التي بدأ موظفوها يشاهدون الأنفاق التجريبية تحفر من تحتهم لتحقق هذا الحلم المستحيل.

في 2018 أصبح المشروع شركة مستقلة اسمها "The Boring" أو الشركة المملة لكنها غير مملة أبداً فهي تعدُ العالم بحل ظروف المرور الصعبة.

توقع الشركة الآن عقوداً لتنفيذ خطة ماسك مع العديد من الولايات الأمريكية وهي تنفذه بالفعل في شارع "ذا ستريب" أكثر شوارع لاس فيجاس ازدحماً.

 

إيلون ماسك والذكاء الاصطناعي

إيلون-ماسك-الذكاء-الاصطناعي

يريد ماسك أن يجمع بين الإنسان والآلة عبر شركة  "Neuralink"، ومشروعها الكبير الذي يدور حول تقنية الدماغ الحاسوبي.

في 2016 نشأت الشركة وفي سبتمبر 2020 كشفت عن شريحة لاسلكية تزرع في الدماغ، وتشحن عن بعد، وهي بحجم عملة معدنية.

في العرض التقديمي للشريحة قال إيلون ماسك أن معدل نجاح التجارب على الحيوانات بلغ %87، حيث أن المشروع برمته يهدف إلى علاج المصابين بالشلل وأمراض دماغية أخرى.

كما أنه يتم زراعة الشريحة عن طريق استبدال جزء صغير من الجمجمة، حيث يقوم بالعملية جراح آلي في غضون نصف ساعة.

لم تكن فكرة ماسك جديدة لكنها كانت خطوة تطبيقية متقدمة، غير أن البعض يخشى من وقوع أخطاء أثناء التجارب على البشر ويطالب بالمزيد من الدراسات.

يدّعي ماسك أن الدمج بين العقل البشري والذكاء الصناعي سيجعل الإنسان أقوى من الآلة في العصور المقبلة.

 

شركة OpenAI وإيلون ماسك

يُعد  ماسك أحد المؤسيسين وأكبر المساهمين في شركة OpenAI المتخصصة في أبحاث الذكاء الصناعي.

في عام 2015 أطلقت الشركة لعبة الناظرة التي تعلم الروبوتات مناقشة المشكلات أمام قاضٍ بشري.

في 2020 أطلقت الشركة GPT3 وهي تقنية قادرة على كتابة نص كما لو أنها بشر، شيء صعب التصديق أليس كذلك؟؟

لكّن صحيفة الجارديان البريطانية جربت التقنية وطلبت من GPT3  كتابة نص لديها، ظُن لوهلة أن الأمر مزحة ولكنه حقيقة.

نتوجه بالسؤال من وراء هذا المقال للسيد ماسك: هل باتت وظائفنا نحن الكتاب في خطر؟

يتوقع ماسك أن إنشاء حضارة بشرية مكتفية ذاتياً على المريخ يحتاج من 40 إلى 100 عام، لا تعلم متى يمكن أن يفعلها الرجل.

لكن ما نعرفه عنه أنه قارئ ومهندس، ومخترع وذو خيال واسع ورجل أعمال.

الذكاء: يستطيع تحويل مفردات الخيال إلى معطيات واقعية.

المخترع: يمسك بالمعطيات، ويحولها إلى شيء قابل للصناعة.

المهندس: يجعل من هذه الصناعة أمراً ممكناً بتكاليف معقولة.

رجل الأعمال: يجمع المال من المستثمرين، متمكن من فن الإقناع، وصناعة التريند.

في المحصلة الخيال مع المال والذكاء وللقدرة على الابتكار والاختراع يتحول إلى واقع، وإيلون ماسك يجمع ذلك كله.

التعليقات

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق