About Author
خديجة الوصال
123 followers

أحدث المقالات
مارس ٢٥, ٢٠٢٤, ١٢:٤٦ م - حنين الجوهرى
مارس ٢٢, ٢٠٢٤, ١:٢٤ م - خديجة الوصال
مارس ٨, ٢٠٢٤, ١:٢٠ م - علي خريسات

انتهاكات المعايير المهنية من قبل وسائل الإعلام الغربية والتواطؤ ضد غزة

على الرغم من أنه ينبغي على وسائل الإعلام أن تقدم الأحداث العالمية كما هي، وأن تلتزم بالمعايير المهنية في تغطيتها، إلا أن التدقيق اليوم في التغطية الإعلامية لأحداث التطهير العرقي والإبادة الجماعية في قطاع غزة، يكشف عن خروقات كبيرة لهذه المعايير.

وقد اتُهمت العديد من وسائل الإعلام البارزة بانتهاك هذه المعايير، بينما وقع أكثر من 750 صحفيًا من مختلف المنظمات، بما في ذلك واشنطن بوست، ولوس أنجلوس تايمز، والجارديان، على رسالة تدين قتل الصحفيين على يد إسرائيل في غزة.

وحثوا وسائل الإعلام على تصوير الوضع الإسرائيلي الفلسطيني بدقة باستخدام مصطلحات مثل "الفصل العنصري" و"الإبادة الجماعية" للتعبير عن خطورة الفظائع المرتكبة ضد الفلسطينيين في غزة، وأكدوا أن الحصار الإعلامي على غزة يشكل تهديدًا خطيرًا لمصداقية الأخبار بسبب استهداف الاحتلال المتعمد للصحفيين.

ويشكل هذا البيان المشترك للصحفيين دليلًا دامغًا على التلاعب الإعلامي بالمواد المتعلقة بالأحداث في غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا يورط وسائل الإعلام كطرف متواطئ في الحرب الجارية في غزة اليوم.

افتقار التغطية الإعلامية للقضية الفلسطينية للسرعة والدقة

التغطية الإعلامية للقضية الفلسطينية شابتها منذ فترة طويلة نقائص عديدة، مما جعلها شريكا أساسيا في أفعال الكيان الصهيوني السابقة.

ففي نكبة عام 1948 على سبيل المثال، افتقر التصوير الإعلامي إلى السرعة والدقة في عرض المدى الكامل لمعاناة الفلسطينيين في ظل مذابح عصابات المستوطنين، ففي الماضي كانت وسائل الإعلام تفتقر إلى التقنيات السريعة اللازمة لتصوير المآسي التي يعيشها الفلسطينيون بدقة، ولكن التقدم التكنولوجي الهائل اليوم يجعل أي عذر لتغطية دون المستوى المطلوب غير صالح.

والآن يشكل عدم التزام وسائل الإعلام بالمعايير المهنية تجاوز أخلاقي سيحاسب عليه المتورطين، وهنا نسلط الضوء على نماذج من الخروقات المهنية في تغطية العدوان الصهيوني على قطاع غزة عام 2021، وربطها بنهج نقل الإبادة الجماعية المستمرة للفلسطينيين في غزة.

تمسك الجارديان بالرواية الصهيونية 

أظهر الخطاب السياسي والإعلامي نبرة متسقة، تمثلت في العدوان الصهيوني على غزة عام 2021، وكثيرًا ما نسب القائمون على هذا الخطاب المسؤولية عن هجمات الاحتلال على المدنيين في غزة إلى المقاومة الفلسطينية، على الرغم من العداء المتزايد الذي ظهر على مدار العام في العام الماضي والتهجير القسري للفلسطينيين من أحياء القدس والاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك.

وقد وجدت هذه الرواية اتفاقًا في الصحف العالمية أيضًا، على سبيل المثال دأبت صحيفة الغارديان على تحميل المقاومة الفلسطينية المسؤولية، سواء في عدوان 2021 أو 2023.

وتجلى ذلك على الرغم من ارتفاع عدد الضحايا إلى ما يزيد عن 15 ألف شهيد فلسطيني في غزة في الوضع الراهن.

واتَهمت الصحيفة، في أحد مقالاتها، المقاومة صراحة باستخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية، مرددة بذلك الرواية التي يروج لها المنظور الصهيوني في كثير من الأحيان.

وللأسف، فشلت التغطية في الاعتراف بأحداث مهمة مثل الرسالة المفتوحة التي قدمها أكثر من 500 موظف ديمقراطي وأعضاء سابقين في فريق الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي بايدن في 24 مايو 2021، حددت هذه الرسالة خمسة مطالب أساسية، تحث الرئيس بايدن على إدانة الاحتلال بشكل لا لبس فيه.

وتضمنت هذه المطالب إنهاء التهجير القسري للفلسطينيين من حي الشيخ جراح بالقدس، ووقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، ومنع إساءة استخدام المساعدات الأمريكية لسجن الأطفال الفلسطينيين وإساءة معاملتهم، ومنع تدمير منازلهم والاستيلاء عليها، ووقف ضم أراضيهم "الأراضي الفلسطينية".

وعلى نحو مماثل، لم يكن هناك اهتمام كبير بالتصريحات التي أدلى بها نائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس، الذي حمل بوضوح حكومة نتنياهو، المعروفة بموقفها اليميني المتطرف، المسؤولية باعتبارها سببا رئيسيا للتصعيد المستمر للصراع.

ما قبل طوفان الأقصى

جوهر القضية لا ينبع فقط من "طوفان الأقصى"، وهو التعبير الذي يفضله نتنياهو وقادته الأمنيون ووسائل الإعلام ومختلف زعماء العالم، الذين استغلوا أحداث 7 أكتوبر لتبرير حملة الاحتلال العشوائية والوحشية ضد الفلسطينيين.

بل إن ذروة الأحداث التي امتدت على مدى قرن من الزمان هي التي أدت إلى حالة القمع وسفك الدماء الراهنة في فلسطين، لصالح التحول الديمغرافي الذي يريده الكيان الصهيوني، وعلى الرغم من موجات التهجير اليهودية المتتالية إلى فلسطين، فإن خطط الكيان للتحول الديموغرافي لم تنجح بشكل كامل.

نيويورك تايمز بين الانتقام والدفاع عن النفس

أظهرت صحيفة نيويورك تايمز أيضًا انحيازًا لا لبس فيه في تغطيتها لصالح إسرائيل، ففي عام 2021 صاغت أعمال الاحتلال على أنها "انتقام" ضد صواريخ المقاومة، ووصفت أعضائها بـ "المسلحين"، وكان هذا الاختيار الدقيق للغة يهدف إلى التلاعب بالرأي العام العالمي، في محاولة لتقليل تصور أعمال المقاومة باعتبارها نضال مشروع من أجل الحرية، وهو استحقاق يحميه القانون الدولي.

وقد ترددت النغمة نفسها في العدوان الوحشي الحالي على غزة، وحافظت الصحيفة على موقف ثابت، حيث وصفت المقاومة بـ"الإرهابية"، وبررت تصرفات المحتلين بأنها "إجراءات دفاعية من أجل الأمن"، ومن اللافت للنظر أنه على الرغم من مرور السنوات، إلا أن نهج الصحيفة لم يتغير، مما يعكس معاني ونوايا ثابتة تنقلها من خلال تقاريرها.

نيويورك بوست والتلاعب بالمصطلحات

في عام 2021 نشرت المؤسسة الإخبارية تغريدة زعمت كذبا مقتل 20 صهيونيا على يد المقاومين، مما أثار انتقادات وأدى إلى حذف التغريدة بسبب باطلها الصارخ، وعلى غرار نمط الخداع والتلاعب بالمعلومات، فإن هذا الحادث يحمل تشابهًا صارخًا مع أحداث 7 أكتوبر.

وفي العدوان الأخير على غزة، تواصل الصحيفة وصفها المتعمد للمقاومة بالإرهاب، لقد تعمدت صياغة محتوى تحريري لتخليد هذه الرواية، وتمثل ذلك في حالات مثل دعوة ممثلة هوليود خدمت في الجيش الصهيوني لتقديم مقطع فيديو يصور ما وصفته الصحيفة والممثلة بالانتهاكات الدموية التي ترتكبها المقاومة، واستندت هذه المواد إلى معلومات مضللة ومحتوى قدمته إسرائيل لوسائل الإعلام.

التلاعب بالعقول وتزييف التاريخ عبر وسائل الإعلام

باستعراض وسائل الإعلام الغربية والصهيونية، نجد أن هذا النمط تكرر على مر السنين ضد الفلسطينيين، فقد أنتجوا أفلامًا تروي سيرة جولدا مائير خلال حرب أكتوبر 1973، وتعمدت تصوير قيادتها على أنها سلمية، وأنها اضطرت إلى خوض الحرب بسبب التصرفات المصرية. 

واستخدموا تقنيات معينة في صناعة الأفلام لتشكيل التصور إلى جانب صور أخرى قد تكون مضللة للمرأة التي أذنت بتفجير مدرسة بحر البقر في محافظة الشرقية في مصر، وعلى الرغم من امتلاء المدرسة بالأطفال، إلا أنهم زعموا أن مستودعات أسلحة للجيش موجودة بداخلها.

وبالتالي تمتلك وسائل الإعلام إمكانية كبيرة للضرر إذا تم استغلالها لصالح أطراف معينة في الصراع، وبعيدًا عن تجاهل الحقائق، فإن مثل هذه التصويرات تمنح ترخيصًا للانتهاكات المستمرة للقانون الدولي، مما يجعل العالم غابة حيث يُفقد احترام الإنسانية والحياة، ولديها القدرة على تضليل الرأي العام في جميع أنحاء العالم، وتشويه النضال الحقيقي للناس وإرادتهم الحرة.

التعليقات

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

مقالات ذات صلة