About Author
خديجة الوصال
123 followers

أحدث المقالات
مارس ٢٥, ٢٠٢٤, ١٢:٤٦ م - حنين الجوهرى
مارس ٢٢, ٢٠٢٤, ١:٢٤ م - خديجة الوصال
مارس ٨, ٢٠٢٤, ١:٢٠ م - علي خريسات

عام على حافة الهاوية.. ختام 2023

لم يشهد العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ذلك النوع من الفظائع والمجازر التي وقعت في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023.

لقد وجد الناس في جميع أنحاء العالم أنفسهم يتصارعون مع معايير مشوهة وتناقضات داخل النظام الدولي.

وفي حين أن المصالح المتضاربة للقوى الكبرى كانت تغذي لعقود من الزمن عدد كبير من الصراعات، فإن مشهد الاحتلال الإسرائيلي وهي يُبيد شعبًا بأكمله تحت حماية الديمقراطيات الرائدة في العالم كان بمثابة صدمة كبيرة لجيلِ كامل كان يعتقد أن الحضارة قد حلت محل البربرية والوحشية.

الحرب الإسرائيلية على غزة

إن الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر كانت علامة على عالمِ خالِ من المبادئ ونظام دولي يفتقر إلى أي ذرة من المصداقية، وكشفت كل مظهر من مظاهر استمرار الهيمنة الغربية، التي تُمارس خارج نطاق القانون، وكانت شهادة على عجز العالم العربي عن القيام بدوره على الرغم من مناصرة الشعوب للقضية الفلسطينية.

إلا أن المحاولات الإسرائيلية لحل القضية الفلسطينية من خلال التهجير القسري لسكان غزة أدى إلى عودة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي، كما أن محاولته دفن القضية الفلسطينية إلى الأبد من خلال إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم، قوبل بدلًا من ذلك بتجدد الاهتمام على المستوى العالمي.

لقد أرسل صمود الشعب الفلسطيني موجات من الصدمة بين الأجيال الشابة في جميع أنحاء العالم، مما دفعهم إلى التدقيق في قائمة المظالم العالمية، لقد ارتفعت أصوات شابة ضد النظام الدولي الذي يديم هذه المظالم، بدءًا من سحق حقوق الفلسطينيين واستغلال موارد الدول الأقل نموًا، وصولًا إلى قضايا المهاجرين وصعود الميول القومية والشعبوية المتطرفة التي تهدد فكرة التعايش في المجتمعات المتنوعة.

إن الجيل الجديد أصبح يرى بوضوح أن النظام الدولي القائم غير قادر على تعزيز مستقبل أفضل للبشرية.

لقد كان الإفلات من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل في تنفيذ مخططاتها الوحشية بمثابة شريان الحياة للأيديولوجيات المتطرفة، كما أنها أداة تجنيد مثالية للجماعات المتطرفة الراغبة في الاستفادة من الرعب الذي تثيره الصور الصادمة القادمة من غزة، ومع ذلك، فإن تلك القوى القادرة على التدخل لوقف هذا الجنون تبدو مصممة على السماح له بالاستمرار.

إن الفشل في التدخل لوقف معاناة مليوني إنسان محاصرون حيث يواجهون المجاعة بينما تنهمر عليهم القنابل لا يعني غياب التضامن، ولا يحتاج المرء إلا إلى إلقاء نظرة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي أو الاستماع إلى المقاطع الصوتية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ليدرك أنه لا يوجد نقص في التضامن، والمشكلة هي أن المصالح الداخلية للأقوياء هي التي تملي الأجندة العالمية، وأن مستقبل البشرية لا يزال يتشكل من خلال التحالفات والتوازنات التي يروج لها الغرب.

ومن المرجح أن يشهد العام الجديد استمرار وتدهور الصراعات الإقليمية أكثر فأكثر.

إن بصيص الأمل الوحيد هو أن يدفع الخوف من الانجراف إلى مواجهات مدمرة القوى الإقليمية والدولية إلى التوصل إلى ذلك النوع من الاتفاقيات المطلوبة بشدة لمنع الانزلاق إلى الفوضى.

وأي مكان هو أفضل للبدء في ذلك من إنهاء سفك الدماء والقتل والقمع في الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال كبح جماح تصرفات دولة احتلال عنصرية تتباهى بتجاهلها للقانون الدولي؟

التعليقات

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

مقالات ذات صلة